يشهد الدوري الجزائري، حالة ركود رهيب في مركز المهاجم الهداف، الأمر الذي دفع بالكثير من الأندية، إلى الاعتماد على المهاجم الأجنبي لسد الفراغ.
ويعتبر الدوري الجزائري، من بين الدوريات العربية، التي عانت في الآونة الأخيرة من نقص حاد في مركز المهاجم الهداف، الأمر الذي انعكس سلبا على مستوى المسابقة والأندية.
ويرصد "" في هذا التقرير، أهم العوامل التي تسببت في غياب المهاجم الصريح، كما استطلع آراء الخبراء للوصول إلى الحل المثالي لإنهاء الأزمة في المستقبل القريب.
غياب التكوين
يرى سمير حوحو، الهداف التاريخي لنادي مولودية قسنطينة، وأحد أفضل الهدافين الذين مروا على الدوري الجزائري في الثلاثين سنة الماضية، أن ضغط الشارع الرياضي، والنتائج ساهما في غياب المهاجم الهداف.
وقال حوحو لـ "" إن "أصعب منصب في كرة القدم، هو منصب قلب الهجوم، أو المهاجم الهداف، فالمهاجم يتحمل مسؤولية إنهاء المباريات وحسمها لصالح فريقه، رغم المشاكل والصعوبات التي تواجهه".
وأضاف "لقد لاحظت في الآونة الأخيرة أن الكثير من المهاجمين أصبحوا يفضلون اللعب على الأطراف، وهذا راجع لعدة أسباب وعوامل أهمها ضغط الشارع والمحيط، ففي بلادنا عندما تهز الشباك تجد نفسك في القمة، وإذا عانيت من سوء الطالع ينتقدك الجميع".
وتابع " يجب علينا أن نهتم قليلا بالتكوين، خاصة في هذا المركز، حتى نقضي على هذه الأزمة، فالموهبة وحدها لا تكفي، لذا علينا أن نحرص على تكوين المهاجمين من كل النواحي البدنية والذهنية والفنية ".
غياب التكوين القاعدي
بدوره يرى عزالدين آيت، المدرب السابق لنادي نصر حسين داي، أن غياب التكوين القاعدي، وبحث الفرق الجزائرية عن النتائج الفورية، ساهم في غياب المهاجم الهداف في الدوري.
وقال آيت جودي: " أصبحنا نفتقد للمهاجم الهداف، بسبب غياب العمل القاعدي، فالبعض لا يعلم أننا بحاجة إلى عمل تقني وتكتيكي ونفسي حتى نتمكن من خلق مهاجم فعال أمام المرمى".
وتابع "بكل صراحة نملك لاعبين مهاريين، ولكن ينقصهم التكوين القاعدي، والعمل الجدي على مستوى فرقهم، وهذا ما يتسبب في ضياع مجوداتهم، والحد من إمكانياتهم".
وواصل "أعتقد أيضا أن المحيط الرياضي يلعب دورا كبيرا في ظهور هذه الأزمة، فالجماهير تشجع من يسجل، وتشتم من يضيع، وهذا يؤثر كثيرا في نفسية اللاعب، ويتسبب في انهيار معنوياته".
وختم "إذا أردنا القضاء على هذه الأزمة، يجب أن نراعي العامل الاجتماعي، ونجتهد كثيرا حتى نتمكن من تطوير مستوى المهاجمين، إضافة إلى الاهتمام بالتكوين والعمل القاعدي".
إتاحة الفرصة
في المقابل، ألقى خضير عبد العزيز، المدير الفني، ومدرب الحراس بأكاديمية الهلال السعودي، اللوم على سياسات الأندية، واهتمام أغلبها بمنح الفرصة للاعب الأجنبي على حساب المحلي.
وقال عبد العزيز "أعتقد أن المشكلة الرئيسية في وطننا العربي هو توجه الأندية الكبرى إلى انتداب المهاجمين الأجانب، وهذا يقضي على فرص اللاعبين المحليين".
وأضاف "من غير المعقول أن تدفع مبالغ باهظة لانتداب لاعب يجلس على كرسي الاحتياط، وهذا الأمر يقلل من حظوظ اللاعب المحلي بطريقة آلية".
وتابع " يجب أن لا ننسى أن المهاجم الهداف، بحاجة إلى الكثير من الوقت والمنافسة ليتأقلم، ويبدع في مركزه، فلا يعقل أن نحرمه من المشاركة بانتظار ونطالبه بعدها بالتسجيل، هذا مستحيل".
وأتم " علينا أن نمنح لاعبينا الفرصة، ونحاول قدر المستطاع الاهتمام بالمواهب الشابة، حتى ننجح في القضاء على الأزمة".
قد يهمك أيضًا:
حكيمي أساسيًا مع دورتموند أمام فرانكفورت
ريال سوسيداد يفوز على مضيفه إسبانيول بثلاثة أهداف لهدف
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر