الخرطوم ـ الدار البيضاء اليوم
لم تخرج مباريات قمة الكرة السودانية بين الهلال والمريخ، على مر تاريخها عن الأبواب العسكرية والسياسية في السودان، وذلك لأن الأنظمة الحاكمة للسودان ظلت دائما تستعين بالفريقين لإقامة مباريات من أجل الاستفادة من جماهيرتهما الضخمة ماليا ومعنويا.واحدة من المباريات الشهيرة التي تركت أثرا كبيرا في نفوس جماهير وصفحات تاريخ فريقي المريخ والهلال، هي مباراة لعبت في 1997 لدعم المجهود الحربي.ولهذه المباراة قصة لها أبعاد عسكرية وأخرى فنية تتعلق بالنجم الأوحد لتلك المباراة، بابكر عيسى الحلو "باكُمبا"، يرصدها في حلقة من سلسلة "مباريات لا تنسى" خلال السطور التالية.
دوافع عسكرية
لجأ النظام الحاكم للسودان آنذاك، لحشد كل المصادر المادية، لدعم العمليات العسكرية المستمرة وذلك بعد أن أنهك الحصار الاقتصادي كاهل النظام وقتها.
ولم يعد النظام الحاكم، يجد الدعم المباشرة من النشاط الاقتصادي والتجاري الدولي بسبب الحصار القوي والمحكم من الدول الأوروبية والولايات المتحدة.
ولم يجد ملاذا لدعم العمليات العسكرية إلا بإطلاق حملة استتنفار ضخمة، وضعوا من ضمنها نشاط كرة القدم، فإختاروا فريقي القمة للاستفادة من ضخامة جماهيرهما للحصول على المال.
مسرح وتاريخ المباراة
مسرح المباراة كان ستاد الخرطوم وقتها "حليم/شداد" حاليا، وقد لعبت في نهاية شهر رمضان من عام 1997، وتحديدا قبل يومين عيد الفطر المبارك.
نجوم الفريقين
في تلك الفترة كان يقود المريخ حارس مرماه الراحل عبد العظيم الدش، ومدافعه الصلب حاتم محمد أحمد، وثنائي الوسط الكبير إبراهيم الحسين إبراهومة وخالد أحمد المصطفى.
أما فريق الهلال فكان يقوده المدافع جمال الثعلب، عاكف عطا وياسر رحمة مخضرمين أمثال زاهر مركز وصبري الحاج ومحمد حمدان، إلى جانب رجل المباراة بابكر عيسى الحلو "باكُمبا".
قصة رجل المباراة
يعتبر بابكر الحلو "باكُمبا" أحد أساطير الكرة السودانية خلال الفترة من نهاية الثمانينات إلى نهاية تسعينات القرن الماضي، نظرا لموهبته الكبيرة.وامتلك "باكُمبا" مهارات عالية وكان لأسلوب لعبه نكهة خاصة لأنه كان يلعب بالقدم اليسرى، إلى جانب أنه كان يجيد اللعب في كل وظائف الملعب.
سجل نادي المريخ باكُمبا في يناير/كانون أول 1988، وشطبه في 1997 بعد أشهر قليلة من إعادة تسجيله، وحينما شطب كان قائدا للفريق، فخطفه الهلال فورا وسجله.وصادف تسجيل الهلال للاعب المريخ السابق بعد أشهر قليلة أول مباراة قمة بين الفريقين وهي مباراة دعم المجهود الحربي.
نتيجة المباراة
المباراة التي لعبت بالخرطوم وقتها، حضرها جمهور كبير، وحققت الغرض المطلوب منها ماليا لدعم المجهود الحربي، وانتهت بهدف وحيد لصالح الهلال أحرزه باكمبا.
لعب القدر دوره في أن يسجل باكمبا هدف المباراة الوحيد، في شباك فريقه السابق، بطريقة مميزة "بقدمه اليمنى" وذلك حين استدار حول نفسه بالكرة وفتح لنفسه زاوية التسديد بقدمه اليمنى الضعيفة بدلا عن اليسرى، فأحرز هدفا من تسديدة فشلت معها كل محاولات الحارس العملاق عبد العظيم الدش. خرجت جماهير المريخ من ملعب المباراة بطعم المرارة، بينما خرجت جماهير الهلال بطعم ونكهة فرحة العيد.
قد يهمك أيضا :
الترجي التونسي يستأنف تحضيراته وعودة الشتي من الإصابة
حكم تونسي لقيادة مباراة الوداد الرياضي ضد اف سي نواذيبو
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر