القاهرة - شينخوا
لم يتوقف الصينيون يومًا عن استخدام طبهم التقليدى فى علاج عدد كبير من الأمراض منذ آلاف السنين، بالاعتماد على خبرات المعالجين والأدوية المستخرجة من الأعشاب والطبيعة المحيطة بهم. هذه الثقة فى قدرات الطب الصينى التقليدى دفعت عددا من الباحثين الصينيين إلى محاولة اكتشاف أدوية "حيوية" لأمراض العصر، بناء على الخبرات التراكمية للطب التقليدى، مع الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة، وهو ما يلقى دعما حكوميا كبيرا. أحد مجالات هذه الأبحاث الصينية يتجه للبحث عن علاج جديد لمرض السرطان، ويعتمد على التعامل الحيوى مع الخلية، وهو ما ناقشته القمة الثانية للحاصلين على جائزة نوبل فى الطب، التى استضافتها الصين فى الفترة من 8 إلى 10 مايو الجارى، تحت عنوان "الآفاق الجديدة فى مكافحة السرطان"، وهو اللقاء الذى يعتبر واحدا من أكبر المؤتمرات الطبية التى تستضيفها الصين.
تركزت النقاشات حول محاولة المزج بين خبرات الطب الصينى التقليدى، وما شهده العالم من تطور فى أبحاث العلاج وصناعة الأدوية. وليست أبحاث السرطان هي الوحيدة فى هذا المجال، فقد سبقتها أبحاث استمرت قرابة 40 عاما، فى كلية الطب الصينى بجامعة جوانزو جنوب شرق الصين، لاكتشاف علاج للملاريا من نبتة صينية كان قدماء الصينيين يستخدمون منقوعها للعلاج من آثار لدغ الحشرات.
وقد نجحت الأبحاث فى استخراج دواء للملاريا من هذه النبتة حقق طفرة فى هذا المجال، إذ يعالجها خلال 24 ساعة بعدد محدود جدا من الأقراص زهيدة الثمن، وقد تم تسجيل هذا الدواء واعتماده فى الصين ويتم الآن استخدامه فى 22 دولة. وعن هذا الدواء، قال د.جيانبينج سونج، الأستاذ بجامعة جوانزو، وأحد الذين شاركوا فى أبحاث اكتشاف هذا الدواء -فى تصريحات لـ"الأهرام"- إلى أن هذا الدواء أثبت فاعلية كبيرة تحدث عنها الوسط العلمى ووسائل الإعلام العالمية، خصوصا حينما أقامت الصين مراكز طبية على إحدى جزر دولة جزر القمر، التى كانت موبوءة بإصابات الملاريا، ونجحت هذه المراكز فى القضاء على الملاريا هناك باستخدام هذا الدواء. وقال سونج إنه تمت ترجمة هذه الأبحاث الصينية ـ التى استغرقت 40 عاما فى عدد من المجلدات ـ إلى اللغة الإنجليزية، لتصبح متاحة للعالم كله للقضاء على وباء الملاريا الذى يهدد عددا كبيرا من الدول الإفريقية.
هذه الأبحاث التى يجريها الباحثون الصينيون لاكتشاف أدوية لأمراض حديثة اعتمادا على الخبرات المتراكمة فى الطب الصينى التقليدى.. لقيت اهتماما ودعما كبيرين من جانب الحكومة الصينية، وهيئة الطب الصينى التقليدى. فقد أعلن مجلس الدولة الصينى عن خطة خمسية لتعزيز الطب الصينى التقليدى، وجعله أحد أهم عناصر منظومة الرعاية الصحية فى الصين، بل وقالت الحكومة إن الخطة تهدف أيضا إلى جعل المنتجات والخدمات الطبية التقليدية أكثر تنافسية فى الخارج.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر