الرباط - الدار البيضاء اليوم
غضب عارم جدا، ذلك الذي اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن اختار رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، الظهور عبر بوابة موقع إخباري قطري، من أجل الكشف عن خطته الرباعية المتعلقة بتخفيف الحجر الصحي بالمغرب، وهو السلوك الذي جر على العثماني سيلا من الانتقادات اللاذعة، حيث تساءل عدد من مغاربة الفيسبوك حول ما إن كان هذا الموقع الذي يديره القطري "وضاح خنفر" أهم من مجلس النواب المغربي الذي ينتظر أن يعقد غدا جلسة خاصة للاستماع لخطة العثماني الرامية إلى رفع الحجر الصحي؟ وهل الموقع المذكور أهم من القنوات التلفزية الرسمية والمواقع الإخبارية المغربية؟
وعن اللقاء الذي خص به رئيس الحكومة موقع "عربي بوست" القطري ، فقد كشف العثماني أن "الحكومة عاكفة اليوم على تدقيق تفاصيل خطة تخفيف إجراءات الحظر الوقائي، وخاصة على المستوى الصحي والاقتصادي. ويمكن أن أقول إن التخفيف سوف يقوم على 4 مبادئ أولها التدرج، وذلك باعتماد إجراءات تخفيف عبر مراحل مصحوبة بتدابير مواكِبَة حسب تطور الوضعية الوبائية".
وأضاف "ويعتمد ثانيها على البعد الجغرافي والمحلي، لأخذ التفاوت الموجود في الوضعية الوبائية بين الأقاليم والعمالات (المحافظات) بعين الاعتبار، فيما يرتكز ثالث مبادئ تخفيف الحجر على المرونة وإمكانية المراجعة، وذلك بخضوع إجراءات تخفيف الحجر الصحي أو رفعه للمراقبة المستمرة".
وزاد رئيس الحكومة قائلا بخصوص المبدأ الثالث "وعند بروز بؤر جديدة، أو ارتفاع في عدد الحالات، يمكن وقف تنفيذ بعضها على مستوى الأقاليم والمحافظات المصابة، تفادياً لتصاعد انتشار الفيروس والعودة إلى تدابير أكثر صرامة".
وبخصوص رابع مبدأ، قال العثماني "فيتجلى في التمييز الإيجابي، وذلك بتوفير حماية أكبر للفئات الهشة صحياً، مثل كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة"، مضيفا "يَنْبَني تخفيف الحجر الصحي على شروط وبائية، وشروط لوجيسيتكية وتدبيرية، من أبرزها تطوير قدرة البلد على توفير ما يكفي من اختبارات أو تحليلات طبية للذين يعانون من أعراض “كوفيد19″ بحيث يكون اكتشاف الحالات الجديدة بشكل أسرع وتَتَـبُّع مخالطيهم بطريقة أكثر فاعلية، وفي هذا السياق يندرج عمل الحكومة على توسيع قدرة النظام الصحي على إجراء الاختبارات الخاصة بكوفيد 19، وهو الأمر الذي وصلنا له اليوم من خلال حوالي 13 ألف اختبار في اليوم".
ويبقى السؤال المحير الذي يفرض نفسه أمام هذا الجدل الكبير الذي أعقب الخروج الإعلامي المفاجئ لرئيس الحكومة هو: ما الذي جعل العثماني ينتظر كل هذا الوقت قبل الكشف عن خطته لمغرب ما بعد كورونا؟ ولماذا اختار موقعا أجنبيا لتصريف خطته بدل المخاطبة المغاربة عبر قنواتهم العمومية؟
قد يهمك ايضا:
"العثماني" ينتظر تقارير الوزراء للحسم في مصير "الحجر الصحي"
رئيس الحكومة المغربية يُلمّح إلى الشروع في تخفيف الحجر الصحي
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر